Friday, February 26, 2010

من صلب المسيح؟

و نحن نحتفل في الخماسين المقدسة بقيامة السيد المسيح له المجد الدائم إلي الأبد آمين, لنعد قليلاً ليوم الجمعة العظيمة: يوم خلاص البشرية التي صلب فيها مخلصنا علي عود الصليب مبدلاً لنا العقوبة بالخلاص, موفياً عنا ديننا, حاملاً خطايانا مصلوباً. لنعد هذه التارة ليوم الصليب المجيد متأملين الصالب لا المصلوب. تري: من صلب المسيح؟
أصلبه العسكر الرومان؟ أم بيلاطس البنطي؟
أصلبه جموع شعب إسرائيل الصارخين: اصلبه اصلبه؟ أم قيافا و حانيا؟
أصلبه يهوذا الذي أسلمه؟ أم هو بطرس الذي أنكره؟

هل كانوا العسكر الرومان؟ الذين دقوا المسامير في يديه و رجليه؟ هؤلاء الأمميين الذين تركوا إله أبيهم آدم و عبدوا مصنوعات الأيادي و عبدوا المخلوقات دون الخالق؟ هؤلاء الذين يتحججون بأنهم مجبرون علي صلبه فعملهم يقتضي ذلك: طاعة عمياء؟ في أي شيء تلك الطاعة؟ أفي قتل ابن الله الأزلي؟ أفي الهزء به و البصق عليه و لطمه؟ حقاً هؤلاء صلبوا المسيح.

هل كان بيلاطس البنطي الذي أصدر حكم الصلب و الجلد خوفاً من شغب الشعب؟ هذا العالم بكل يقين أن الذي أسلمه ليصلب برئ؟ هذا الذي يظن أنه بغسل يديه برأ ذمته؟ بك يتبرر العسكر الرومان يا بيلاطس, حقاً أنت صلبت المسيح.

هل صلبه جموع شعب إسرائيل الصارخين اصلبه اصلبه؟ شعب الله المختار؟! هؤلاء الذين ألغوا عقولهم التي وهبهم الله إياها و تواكلوا علي رؤساء الكهنة؟ هؤلاء الذين طالبوا بإطلاق من سرقهم و سلب أمنهم و بصلب من شفي أمس مريضهم و أحيا فقيدهم و أشبع جموعهم؟ حقاً هؤلاء صلبوا المسيح.

هل صلبه الكهنة اليهود؟ هؤلاء الذين و هم قي النعمة, رزلوا النعمة؟ هؤلاء القدوة الذين آثروا أن يكونوا عثرة؟ الذين تحولت خدمتهم و تكريسهم للرب لمجرد عادة, صنعة, مركز اجتماعي و سلطة؟ الذين أطالوا صلواتهم لأجل أمر؟ الذين اهتموا بالمذبح دون الذبيحة التي تقدس المذبح؟ المنتظرين المسيح؟ بكم يتبرر شعب إسرائيل. هؤلاء حقاً صلبوا المسيح.

هل صلبه يهوذا الإسخريوطي؟ أمين الصندوق؟ الذي أسلمه؟ الذي محبة المال أعمت قلبه؟ الذي حذره المسيح مراراً و تكراراً؟ الذي تنعم بأن يكون تلميذ المسيح؟ الذي رفض هذا و آثر الفانيات علي الباقيات؟ الذي رفض حتى التوبة و شنق نفسه؟ حقاً هلاك ابن الهلاك بيد ابن الهلاك. حقا هذا صلب المسيح.

هل صلبه بطرس الذي ضعف و أنكر و لعن؟ هذا الذي أعلن استعداده للموت مع سيده؟ الذي ما فتئ أن فاق من غيبوبة ضعفه و قدم توبة صادقة؟ الذي كرز باسم سيده فيما بعد؟ الذي قبل الروح القدس؟ الذي صلب لأجل إيمانه بسيده؟ حقاً هذا صلب سيده, و صُلب معه و قام معه.

أم نحن ؟ هل نحن الذين صلبنا المسيح؟ هل نحن من العسكر الرومان نتحجج بالظروف؟ أم كنا مثل بيلاطس, نعلم الحق و نجبن عن أن نفعله؟ أو صرنا كالشعب المتواكل الذين رفض روح التمييز؟ لعلنا رؤساء كهنة؟ أم اخوة يهوذا عابدين المال؟ أم نحن بطرس الصخرة؟
عزيزي: مهماً ما نحن عليه الآن, و الأهم ما سنكون علبيه. الطريق سهل وواضح: "أنا هو الطريق و الحق و الحياة", و "حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً" فمن تحب أن تكون؟
و أين تشتهي أن يكون قلبك؟ "يا بني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي" لقد وهبك الله عقلاً و إرادة و حرية, فإلي أين تتجه؟ نحو السماء أم نحو الجحيم؟ فلا خيار ثالث. نعمة الله الآب ضابط الكل مدبر حياة البشر و ابنه الوحيد يسوع المسيح الذي قبل آلام الصليب بإرادته وحده لأجلنا و الروح القدس المعزي المطهر البرية فلتكن معنا بشفاعة أمنا العذراء والدة الإله القديسة مريم و ليقبل الرب منا توبتنا. و المجد لله دائما أبدياً آمين.

No comments:

Post a Comment

ShareThis