Friday, February 26, 2010

الإختيار

"حتي متي تعرجون بين الطريقين" (أش). يسائلنا الروح القدس: إلي متي ستأجلون الإختيار؟ متي ستتخذون القرار؟ و لعلنا قد إخترنا ألا نختار, فيوم هنا و يوم هناك, و كأن هذا هو القرار.

حقاً لماذا يصعب علينا الإختيار؟ لعله الطمع! نعم فنحن بطمعنا نتمني أن نجمع بين مزايا الطريقين. رغم يقيننا أنه لم يكن و لن يكون من يجمع بينهما. ألم يعلن لنا السيد أنه"لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين معاً" ؟ إذاً فعلينا أن نختار. لأنه "أيه شركة للنور مع الظلمة". و لكننا نشتهي أن نستمتع بملاذ الدنيا الفانية و ننعم بالأبدية. طمع.

نريد أن نكون قديسون عصريون. في الصباح نصلي و نسهر معربدين. محبين لكن غير متسامحين. محبوبين غير مضحين. نخدم المسيح يوماً و نخدم أنفسنا عمراً. نصنع صدقة و لا نَتَصدَّق إذ لم نعطي بعد من إحتياجانا. هذا هو مبتغانا, أن نكون ناجحين في العالم و الأبدية, أن تكون القيادة مشتركة بين الروح و الجسد. أن يمدحنا أبناء النور و أبناء الظلمة.

إنه ذلك المبدّ الرهيب: ساعة لك و ساعة لربك. اتضع نفسك مساويأً لخالقك؟ أتقول الطينة للذي شكلها: يوم تملأني ماء و يوم تملأني خمراً؟ و لماذا لا تكون كل حياتك لنفسك إن كان هذا هو إختيارك؟ و تحمل أن النتيجة. و لماذا لا تكون كل حياتك مع ربك سعيداً ناجحاً, إن كان هذا هو إختيارك؟ لماذا الإختيار صعب؟ لأن النتيجة غير منظورة؟ و ماذا ينقصنا لنختار غير المنظور؟ ينقصنا إيمان كحجم حبة الخردل. فقط أن تؤمن, أن تؤمن فقط. و هل يقتني الإيمان؟ من أين نبتاع لنا الإيمان؟ نعم يقتني الإيمان. و ما الثمن؟ أن تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل فكرك. أن تحب فقط, فقط أن تحب. و كيف أحب؟ أنت مولود بطاقة حب. أللدرجة إختلط علينا الأمور؟ ألهذا المدي ضاق الخناق علينا بالشوك؟ من منا نحن بني البشر الذي لا يحب إلهه و يسعي له؟ فإن كنت تحب الرب, فكيف لا تختارخه؟ و إن كنت تختاره, فكيف بعد تعرج بين الطريقين؟

لا عيب في الطموح و لا خطأ في السعي للنجاح. و إختيار الطريق الضيق لا يعني الفشل و الحزن؟ بل يعني فقط أن تحب الرب بكل طاقة تملكها. و إن كنت تحب أحد, أما تعلن له حبك بالقول و الفعل؟ فتعلن للمسيح حبك بصلواتك كلاماً و بذائحك أفعالاً. ذبائح الصوم و الصدقة و التسبيح و الخدمة و ترك ما تحب لأجله بحسب طاقتك و الرب فاحص القلوب و الكلي هو يتقبل. فلا تنازل عن ذبيحة لأجل أب أو أم أو إبن أو إبنة أو إمرأة أو صديق. لا لمجاملة أو واجب أو عادة أو عصرية. لأن ليس من هذه ما يساوي محبة الرب.

ليس الإخيار صعباً و لكننا نحن الذين نأبي أن نختار. نريد تأجيل الإختيار, و لكن التأجيل هو في حد ذاته إختيار للطريق الفسيح المؤدي للهلاك. لنصلي لكي يعطينا الرب حكمة و إرشاد و قوة لكي ما نتخذ القرار و نختار الإختيار الصواب الذي يرفعنا و يجعلنا في سلام حقيقي. و لربنا كل مجد و كرامة.

1 comment:

ShareThis